علم الأورام الطبي
طب الأورام
طب الأورام هو فرع من فروع الطب يُعنى بالإدارة الطبية والسريرية للسرطان. يحدث السرطان نتيجة نمو وانتشار غير طبيعي للخلايا في أعضاء وأنسجة مختلفة من الجسم. يقوم أطباء الأورام بتشخيص السرطان وعلاجه ومتابعته. يهدف الأطباء المتخصصون في هذا المجال إلى تحسين جودة حياة المرضى من خلال تحديد طرق العلاج المناسبة.
من هو طبيب الأورام؟
أطباء الأورام هم أطباء متخصصون حصلوا على تدريب متقدم في مجال الأورام. أن تصبح طبيب أورام يتطلب مسارًا تعليميًا طويلًا ومكثفًا:
- ٦ سنوات من دراسة الطب،
- ٤ سنوات من تدريب التخصص في الأمراض الباطنية،
- ٣ سنوات من تدريب التخصص الدقيق في طب الأورام.
في نهاية هذا المسار، يتولى أطباء الأورام مسؤولية تشخيص المرضى المصابين بالسرطان وعلاجهم ومتابعتهم.
نطاق عمل طب الأورام
يتعامل طب الأورام مع علاج المرضى الذين تم تشخيصهم بالسرطان. السرطان هو مرض يحدث نتيجة تكاثر الخلايا وانتشارها بشكل غير منضبط. يطبّق أطباء الأورام الأساليب العلاجية التالية:
- العلاج الكيميائي
- العلاج الإشعاعي
- العلاج المناعي
- العلاج الهرموني
- العلاجات السابقة واللاحقة للجراحة
يُعد طب الأورام مجالًا متعدد التخصصات ويعمل بالتعاون الوثيق مع فروع أخرى مثل الجراحة، طب الأورام الإشعاعي، وعلم الأمراض.
السرطان
ما هو السرطان؟
السرطان هو مرض تنمو فيه الخلايا الطبيعية في الجسم بشكل غير منضبط وتشكل أنسجة غير طبيعية. لا تقوم هذه الخلايا بوظائفها الطبيعية وتؤذي الأنسجة السليمة. قد يبدأ السرطان في عضو واحد ثم ينتشر إلى أعضاء أخرى، ويُعرف هذا بالانتقال أو النقائل (Metastasis).
أحد الأسباب الرئيسية للسرطان هو التغيرات في الحمض النووي (DNA). هذه التغيرات تعطل آليات نمو الخلايا وتحكمها، مما يؤدي إلى تكاثرها بشكل غير منضبط.
تختلف أنواع السرطان بحسب مكان نشأتها، ونوع الخلايا المتأثرة، وطريقة انتشارها. مع التشخيص المبكر والعلاج الفعال، يمكن السيطرة على السرطان، أما السرطان المتقدم فقد يسبب مشكلات صحية خطيرة.
العلاج الكيميائي
ما هو العلاج الكيميائي؟
العلاج الكيميائي هو أسلوب علاجي يُستخدم للقضاء على الخلايا السرطانية أو السيطرة على نموها. بحسب نوع ومرحلة السرطان، يمكن تقديم العلاج الكيميائي بطرق مختلفة:
- قبل الجراحة لتقليص حجم الورم،
- بعد الجراحة للقضاء على الخلايا السرطانية،
- بالتزامن مع طرق علاجية أخرى.
كيف يُطبّق العلاج الكيميائي؟
يُعطى العلاج الكيميائي عادة على شكل جلسات، ويكون هناك فترة راحة بين الجلسات لتمكين الجسم من تجديد الخلايا السليمة. يُخطّط العلاج لكل مريض بشكل فردي وفقًا لنوع السرطان، والحالة الصحية العامة، وأهداف العلاج. خلال التطبيق، يتم إبلاغ المريض بالتفصيل ودعمه في إدارة الآثار الجانبية.
العلاج الكيميائي
هدف العلاج الكيميائي
الهدف الرئيسي من العلاج الكيميائي هو القضاء على الخلايا السرطانية أو التحكم في نموها. تنتقل أدوية العلاج الكيميائي إلى أجزاء مختلفة من الجسم لاستهداف هذه الخلايا وقتلها أو منعها من التكاثر. كما يمكن أن يحدّ العلاج الكيميائي من انتشار الخلايا السرطانية، ويجعل العلاج أكثر فعالية قبل أو بعد الجراحة من خلال تقليص الأورام. يمكن أيضًا استخدامه للسيطرة على الأعراض مثل الألم أو التورم أو الانزعاج الناجم عن السرطان. في النهاية، يهدف العلاج الكيميائي إلى القضاء على الخلايا السرطانية، التحكم في نموها، التخفيف من الأعراض، وتحسين الصحة العامة للمريض.
العلاجات الموجهة (الأدوية الذكية)
ما هي الأدوية الذكية؟
الأدوية الذكية، المعروفة أيضًا بالعلاجات الموجهة، هي علاجات تستهدف خصائص محددة في الخلايا السرطانية. توقف هذه الأدوية نمو الخلايا السرطانية وانتشارها أو تؤدي إلى قتلها. وتُعد الأدوية الذكية أقل ضررًا على الخلايا السليمة ولها القدرة على تقليل الآثار الجانبية لعلاج السرطان.
ما هي العلاجات الموجهة؟
تستهدف العلاجات الموجهة جزيئات معينة داخل الخلايا السرطانية مثل الطفرات الجينية أو البروتينات أو مسارات الإشارات. تعمل هذه الطريقة من خلال تعطيل الخصائص التي تميّز الخلايا السرطانية عن الخلايا الطبيعية، مما يقلل احتمالية إلحاق الضرر بالخلايا السليمة ويجعل الآثار الجانبية أقل. لكن هذا العلاج قد لا يكون مناسبًا لكل أنواع السرطان أو لكل المرضى. وغالبًا ما تُصمم الأدوية الذكية خصيصًا لأنواع أو أنماط فرعية معينة من السرطان وتُعتبر تطورًا هامًا في المجال.
في أي أنواع السرطان تكون الأدوية الذكية فعالة؟
تُستخدم الأدوية الذكية حاليًا في تقريبًا جميع أنواع السرطان. وقد استُخدمت في البداية في علاج بعض أنواع السرطان الهرمونية مثل سرطان الثدي، وهي مستخدمة منذ حوالي ٣٠-٤٠ سنة. وتطورت الآن أنواع متعددة من الأدوية الذكية التي تُستخدم في علاج السرطان، وأصبح بالإمكان الاستفادة منها في كل نوع تقريبًا من السرطان.
يحاول أطباء الأورام حجب العمليات التي تختلف في الخلايا السرطانية عن الخلايا الطبيعية. كما يتم تطوير أدوية جديدة باستمرار، مما يجعل العلاجات أكثر دقة وتخصيصًا. وتُعد الأدوية الذكية نقطة تحول هامة في علاج السرطان لأنها تستهدف الخلايا السرطانية دون الإضرار بالخلايا السليمة، وتُوفر للمرضى خيارات علاج أكثر فعالية وأقل آثارًا جانبية.
نسبة نجاح الأدوية الذكية
على الرغم من أن العلاجات الكيميائية التقليدية يمكن أن تطيل العمر في بعض أنواع السرطان، إلا أن فرص النجاح ازدادت مع إضافة الأدوية الذكية. فعلى سبيل المثال، بينما كانت مدة الحياة في حالة وجود ورم في القولون انتقل إلى الكبد تتراوح بين ٣-٦ أشهر باستخدام العلاجات التقليدية، فقد ارتفعت هذه المدة إلى عدة سنوات مع العلاجات الجديدة، وازدادت أكثر مع إضافة الأدوية الذكية.
في بعض أنواع سرطان الرئة المناسبة، يمكن أن تطيل الأدوية الذكية عمر المريض من ١-٢ سنة إلى ٤-٥ سنوات باستخدام دواء واحد فقط ودون الحاجة للعلاج الكيميائي. وتُساهم هذه الأدوية بشكل كبير في تحسين جودة الحياة ومدتها.
الآثار الجانبية للأدوية الذكية
من أكبر مزايا الأدوية الذكية أنها تُسبب آثارًا جانبية أقل مقارنة بالعلاج الكيميائي التقليدي. فبينما قد يسبب العلاج الكيميائي تثبيطًا في نخاع العظم ومشاكل في ضغط الدم وضعف المناعة، تكون هذه الآثار نادرة مع الأدوية الذكية. وأكثر الآثار الجانبية شيوعًا للأدوية الذكية هي الطفح الجلدي، وتُعتبر هذه الآثار أكثر اعتدالًا وأسهل في السيطرة عليها مقارنة بالعلاج الكيميائي.
ما هو العلاج المناعي؟
العلاج المناعي هو أسلوب علاج من الجيل الجديد يُستخدم لتقوية الجهاز المناعي في علاج مرضى السرطان، ويُساعد الجسم على محاربة السرطان بنفسه. ويوفر هذا النوع من العلاج استجابات طويلة الأمد ودائمة من خلال بناء ذاكرة في الخلايا المناعية. العلاج المناعي له آثار جانبية أقل بكثير من العلاج الكيميائي، ويُعد نهجًا ثوريًا في علاج السرطان.
هدف العلاج المناعي
رغم أن الجهاز المناعي يتحكم عادةً في السرطان، إلا أن الخلايا السرطانية قد تنجح أحيانًا في التهرب منه وتستمر في التكاثر، ويحدث ذلك غالبًا لدى الأشخاص ذوي المناعة الضعيفة. في هذه الحالة، يتدخل العلاج المناعي، ويُحرر الجهاز المناعي من الضغط ويُعزّز تأثيره.
وحدة الأطباء
Prof. Dr. Didem TAŞTEKİN
Prof. Dr. Senem KARABULUT
Prof. Dr. Türkan ÖZTÜRK TOPCU
